الاثنين، 26 ديسمبر 2011

    الندى : الغائب الحاضر(1 )    المرتضى ولد محمد اشفق

المرتضى ولد محمد اشفق




محمد المصطفى ولد الندى
ياتون في صمت , ويعملون في صمت, يكبرون ويعظمون في صمت...ثم يرحلون فـــــــــــــــي صمت...
نجوم تشرق فجاة وتختفي فجاة ..والناس في غفلة وعلـــى ابصارهم غشاوة وفي ءاذانهم وقر...لكن اتربة الجحود وقتام المكابرة لا يحجبان النور المنساب فـــــي كل اتجاه لان النور اقوى من العتمة...فكم عارض ملا الوهاد والانجاد واكتسح ءاذيه حواجز الرمل  فدبت الحياة في الارض الماحلة واغدودن النبت ونديت الخمائل وتحول المنظر الرمادي الــــى خضرة ءاسرة , وتبدل الشحوب نضارة , كل ذلك في مفازات تيه وصحراء مذكار لاتطأها قدم الانسان ولا انعام الانسان...
وكم تنفست الازهار عبيرا زكيا في القفار بعيدا عن انف ابن ءادم المزكوم ..الظلوم ..الكفــــــــــــــــور...
ثم يخيل الينا تارة ان للزمن قلبا راحما وعاطفة حادبة علـــــــى البشركلما رءاهم في وحل التيه بين انياب المحل والاملاق الخلقي يتردون الـــــى الدرك الاسفل من الانحطاط القيمي منبتين من كل اسباب الفضيلة المفقودة فيسخو ويهب وهو البخيل وهو الضنين ويرحم وهو القاسي....فيبسق من بين اجاديبه نخل له طلع نضيد....وتنبجس العيون سيولا رقراقة فيعلم كل قوم مشربهم...
ولد الندى بداية اربعينيات القرن الماضي ونشا كـــــــــــــما ينشا ابناء قومه...درس القرءان والفقه وعلوم العربية...رحل مستزيدا الـــى بعض المحاضرالقريبة والبعيدة..- ولن نسهب في هذا الموضوع لان الرجل ظل طول حياته متعلما باحثا متابطا جراب التحصيل المعرفي , سالكا كل السبل السالكة والشائكة حتــــــى لنكاد نقول ان قدميه قد وطئتا كل شبر من تراب هذا الوطن مستكشفــا مستوضحا منقذا نافضا غبارالنسيان والاهمال عن كنوز موريتانيا العلمية والتاريخية والثقافية والحضارية..الخ -..
وفي نهاية الستينات دخل سلك المعلمين ودرس في مناطق عدة من البلاد...ليستقر اخيرا باحثا فـــي المعهد الموريتاني للبحث العلمي , وفــــــــــيه عايش عن قرب موسوعة البلاد المرحوم المختار ولد حامدن الذي اكتشف شخصية الرجل وقدره حق تقدير وظل يعبر عن ذلك بالشعر والنثر وادرك انه المؤتمن علـــــــــى مواصلة درب البحث والتدوين لتاريخ موريتانيا ..وكان قبلة الدارسين والباحثين يقصدونه علــــى اختلاف مقاصدهم وامزجتهم واخلاقهم لكنهم جميعا يجمعون انهم اكتشفـــــــوا في صاحبنا ثروة لاتحد من الاخلاق والتواضع والصبر والحلم والابتسامة المتواصلة حتى لا يشعر احد  ان الندى صار يريد انهاء اللقاء..
عرفته في اواخر الستينات عندمــــــــــــــا ارسلت اليه الوالدة رسالة تنبئه ان مسابقة لاكتتاب معلمين اعلن عنها,وحضر وشارك ونجح وعلم.....كما ذكرنا...بعد ذلك توطدت صلتي به لانــــــــي وجدت فيه ما يظل الاطفال في سني يفــــــــــــتقدونه ممن هم في سنه : الصحبة والصداقة..وقد نجد حالات منها بين اشخاص لايرتبطون بئاصرة دم قريبة وهي حالة معدومة بالنسبة لي وله...والمعتاد حسب العرف ان ارى فيه قسوة وتوقيفا عند الحد لان ذلك فــي شرع البعض نوع من التربية الصالحة حتى لا (يخسر)الولد ويكبر علـــــى التدليل....وشيئا فشيئا اصبحت تتكشف لي بعض خصال الرجل النادرة واصبحت اميزها وافهمها وادركت انه رجل لا كالرجال...يذكرنا بما نقراه عن حيــــــاة الصحابة الذين رباهم رسول الله صلى الله عليه وسلم  والذين كانوا رهبانا بالليل فرسانا بالنهار...كان يعمل بنفسه , يبنــــــي كوخه ثـــم بيته يخلط الطين غائصة رجلاه فيه...يسقي مزرعته ....لم يلبث سنتين او ثلاثا فــــي وظيفته حتى ضرب الجفاف البلاد واذا اغنياء الامس هم فقرا ءاليوم , وقضت السنون العجاف علــــى النسل والنعم واذا غول المجاعة ياكل الناس ناحلا وسمينا...فبدا يمارس مهنة التطبيب التقليدي والمعاصرمجانا واقتضى ذلك ان يكون بيته مــــاوى كثير من ضحايا الجفاف الذين قدموا اليه لا يحملون الا الياس والفاقة وسوء الحال والمرض فـــكان يبرئهم باذن الله بطلاقة وجهه ورحمة قلبه وجــــــــــود يده...كان يداويهم  وينفق عليهم ويتماثلون للشفاء لكنهم لا يرحلون  ولماذا يرحلون والموت يترصدهم في كل طريق بعد ان انقلبت عليهم نوائب الدهر....وهم في الغالب اناس لايعرفهم ..

2-عرف مجتمعه ككل المجتمعات خلافات طائفــــــــية ساخنة وباردة حسب المناخ السياسي المخيم , لكن الندى الملتزم لهموم قومه والحمال لاثقالهم يظل دائما بعيدا عن تلك الســـــــوح النتنة يقدم دينه  على دنياه غير ءابه باللجــــــــاج من حوله يستحضر قوله صلى الله عليه وسلم : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده....وكل المسلم علــــــى المسلم حرام : دمه وعرضه وماله...لا يومن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ..كانه في واد والقوم فــــــي واد ولان مطامحه واحلامه وافكاره كانت اكبر واشمل , فما كان يؤمن بالانتماءات الضيقة الاحسب التراتب الشرعي وما يقتضيه ذلك من صلة للرحم اما الايمان بها مفــــــهوما للاقصاء واثارة للفتن فامر لم يخطر للندى ببال لانهـــا صنعة الساقطين المفلسين من اسباب الحياة الكريمة مثلهم كمثل الجراثيم لاتنمو الا في المناطق الوسخة المتعفنة والموبوءة , فكما تقضي النظافة على الجراثيم يقتل التآخي والتحابب والتآزرثعالب الفساد والفتنة ,  فـــــــــاكتسب صداقة الجميع ومحبة الجميع واحترام الجميع وكان همه السعي الدؤوب لاصلاح ذات البين مــــــا وجد الى ذلك سبيلا....حتى في الخلافات التي عرفتها بعض مناطق البلاد بعد ظهور الطريقة التيجانية والتـي تجلت في الاحتكاكات والمهاجاة والهجران ...وقد عرفت منطقته التجانية فـــــي زمن الشيخ ابراهيم انياس رحمه الله وحملها الى قوم الندى الشيخ عبد الله ولد الشيخ عبد الله رحمه الله ومن الطبيعي ان تقابل بالرفض والاستنكارشانها شان كل وافـــــــــد جديد لايعرفــــه الناس...اعتبروها من بدع ءاخر الزمان وانها مروق على ما وجد عليه الاباء ومنافسة لمركزية سلطة دينية ظلت سائدة برهة غير قصيرة من الزمن ..وفيها خروج على المالوف فالطريقة القادرية فــــي هذا المنتجع كانت طريقة النخبة فالورد لايعطى الا لمن يزعم انه يقوم بحقه ومن تقدمت به السن العلمية , اما العوام فانتسابهم كان اقرب الى الولاء والتبعية الموروثة....واذا الطريقة التيجانية تعطى لكل من طلبها من ذكر وانثـــــى وعالم وجاهل واذا ظاهرة (الجذب) تطال الكل غير مميزة طبقة عن طبقة ولا جيلا عن جيل وتهز مسلمات ظل التعامل معهــــا بالصمت والتقبل او الانكارالخفـــــــي , واذا العوام يخوضون في مبهمات حيرت فطاحلة علم الكلام ..كان اذن شيئا منكرا عند قوم ظلوا اتباع طريقة متجذرة عم اشعاعهـــا شتى البقاع , ويستمدون من درس فــقهي فروعي غيب فيه تدارس القرءان والحديث وظلا نصين تعبديين لايسمح باللجوء اليهما لان الناس يرون فــــــــــي  ما دونهما من الوسائط  كفاية. وذلك منذ عطل الاجتهاد واعمال العقل والتدبر وحكم على المتاخرين بانهم سيظلون عالة فــــــــي عقواهم وعلومهم وافــــــــهامهم واستنباطاتهم على المتقدمين المتحصنين بالعصمة والقداسة.......ظهرت الطريقة التيجانية اذن فـــــي قوم الندى وهم قريبا مما صورنا , فمارسوا الانكار الناعم  ولم يتجل في فعل او قول ناب بل سجل لهم التاريخ سابقة عظيمة فــي كرم الاخلاق  عند زيارة الشيخ ابراهيم انياس لالاك سنة 1967 فقد جاء ه وفد من غير التيجانيين بل من المتزمتين الرافـــــــضين للتيجانية ,  جــــــاءوا للسلام على الشيخ ابراهيم والترحيب به وباسطهم وباسطــــوه...وكانت سبيل الشيخ عبد الله رحمه الله مساعدة في ذلك لانه كان دمث الاخلاق حلو المنطق لين الجانب هادئ الطبع كيسا سمحا. . وكـــــان من اهل الندى من اخذ هذه الطريقة التيجانية وظل الندى محافظا ان لم نقل ضاعف من صلاته ووده وحبه لذويه التيجانيين..فافتتح قسما لتدريس النساء الفـقه والسيرة والعربية وحسبك ان تعلم ان جل المنتسبات الى هذا القسم تيجانيات دليلا على انهـــــن كن يكبرنه وياتمنه ...كان البعض يظن ان النـــدى رجل قادري والحق ان الندى لم ينتسب لاي طريقة صوفية , كانت له صداقات مع بعض المشايخ الدينيين تميزت بالاحترام المتبادل كـان يكبرهم ويكبرونه لكنه كان حريصا على شيء واحـــد: الا يسفه طريقة قوم ولا ينتقصها ولا يسمها بالانحراف والتضليل لان رؤيته الاسلامية كانت اعمق وارحب وادرك لسعة هذا الدين ...ورحمة رب العالمين..
كان حريصا على نشر الثقافة العربية الاسلامية في الناس, وفــي بيته حيث كان لايسامح الصغار والزوار في استعمال الكلمات الاجنبية مثلا بدل ان نقول (ءارموار) يقول : قل الدولاب , وبدل مكزين مخزن...الخ وكان يلقن الاطفال الصغار الاربعيــــــــن النووية....وماثر الكلام والحكمة الشعرية السائرة..
الندى اذا قامة سامقة وقمة شاهقة من قامات وقمــم الاخلاق الفــــــاضلة فـــرعها في السماء واصلها ثابت   اكلها دائم وظلها رغم رداءة الزمن ...ظل فارسا مغوارا لا يثلم له سيف , من فـــــــرسان التواضع والحلم


3- وحسن السمت في زمن الجبن والتخاذل وتكبر الجها ل وتعاظم السفلة.. ...فــي انواكشوط ظل يسكن منزلا
متواضعا في الاحياء الشعبية قريبا من الاسواق والمكـاتب ومن قلب المدينة , وكان الناس ياتون هذا البيت بحكم موقعه فيجدون فيه كل مستلزمات الراحة من طعام وشراب بارد وشاي ويــرون محيا طلقا وابتسامة كريمة ويسمعون حديث ترحاب الذ عند الضيف المتعب من القرى  وما احــــــــوج من ارهقه السير وراء حاجاته فـــي العاصمة الى محال اقصى امنيات اصحابها ان يمسيهم الضيفان ويصبحوهم......تدخل البيت فـــــترى الاشياء فيه مبعثرة  لكثرة داخليه وفي ركن قصي يستاثر الندى بمساحة صغيرة لمكتب متواضع عليه بضعة كتب واوراق ينقطع لها اذا هدا الليل لانها هي حظ رجل قدره البحث المتواصل....يصدق فــي هذا البيت المتواضع المبعثر المتاع البعيد عن اضواء المدينة ورخائها وزخرفــــــها ومكيفاتها وتجهيزاتها  قول الشاعر الحساني لعبد العزيز ولد الشيخ محمد المامي:
زر اكويدس ذ كال حد                مجدوب الاعنــــدوم
وابعيد من الم غير بعد             عند خيم معــــــلــوم
وماذا يفـــــــــعل الجياع بالزرابي المبثوثة والمكيفات الهــــــــادرة والجدران المزركشة واوانـــــي الذهب والفضة؟؟؟....
كما قال قوم : لقد حقرناك يا ذهب بت في متاعنا وبتنا جياعا لم نتعش .
اشترى سيارة سميت حمـــالة من انقطعت به السبيل(رفادت الباكي) يخيل الي في بعض الاحيان انها وقف  لكثرة ما تنقل من الناس الى اهدافهم المتباعدة , والغريب ان الرجل اثناء قيادته لها فــي شوارع انواكشوط يظل يجيل بصره ليرى من يحمله من المحتاجين والضعفاء , خلافا للكثير الذي يتجنب النظر حتى لا يرى من يعرف , اما الضعفاء فانى لثيابهم المتسخة ان تمس المقاعد الوثيرة للسيارات الفاخرة؟؟
الندى ظاهرة فـــــــريدة , وحادثة جميلة جاءت ورحلت سريعا والاشياء الجميلة عادة لاتعمر ,قال ابوتمام من رثاء محمد بـن حميد الطوسي:
فـــــــــتى كلـــــما فاضت عيون قبيلة         دمـــــا ضحكت عنه الاحاديث والذكر
امن بعــــــــد طــــي الحادثات محمدا          يكون لاثواب النـــــــــــــدى ابدا نشر
اذا شجرات العـــــرف جذت اصولها          فـــــــفي أي فرع يوجد الورق النضر
وكيف احتمالــــــــــي للغيوث صنيعة          باسقائها قبرا وفــــــــــــي لحده البحر
مضى طاهر الاثواب لــم تبق روضة          غداة ثـــــــــــــوى الا اشتهت انها قبر
عليك سلام الله وقفـــــــــــــــــــا فانني         رايت الكريم الحــــــــــر ليس له عمر  

الندى حالة  خلقية وثقافية وعلمية واجتماعية نادرة...عرفها الوطن ولم يعترف لها.
توفي والده سيد محمد سنة 1985 وقرر الندى ان يدفنه في اغشوركيت بدل مقبرة قديمة فيها آباؤه واجداده واعيان عشيرته , فالناس عادة تختار المدافــن لجوار الصالحين...ثم تطور الامر حتى اصبح حتمية طبقية ترى ان العظماء لايمكن ان يدفنوا الا في مقابر تليق بمكانتهم وقدرهم وعلمــــهم....وكان ذلك ربما يخفف من صدمة المصيبة...لكن الندى يعلم ان الميت لن يجد امامه الا ما قدم...وانه لا فضل لعربي على عجمي الا بالتقوى , و(ان اكرمكم  عند الله اتقاكم )وراى ان قرب المدفن فيه رفق با لناس وفـــــيه مصلحة للميت وذويه حيث يتمكنون من زيارته والترحم عليه والدعاء له دون ان يتكلفوا سفرا وتعبا...فدفـــنه وحيدا على بعد 200م غرب القرية قرب الطريق المعبد...وفــــــــاجا الفعل الناس..بل قال قائلهم ان مصيبة موت سيد انضافت اليها مصيبة دفنه فــــــــــي ذلك المكان...كان الندى ينظر بعيدا - عفوا بل قريبا لان الموت حدث متواصل- وها هي المقبرة اليوم مدفــــن كبير يسرت للناس دفن موتاهم وزيارتهم واصبحوا يدعون للندى بالخير, والندى نفسه نزيل  تلك المقبرة التي سماها رياض الجنان....
وبادر كبارالعلماء والشعراء الى رثاء والده.



4- وسننشر بعض هذه المراثي تحت عنوان : نصوص قيلت للندى (وهي مراثي والده وزوجه) ثم فــــــي حلقة اخرى ننشر نصوصا تحت عنوان: نصوص قيلت فــــــي الندى ( نصوص سمعها واخفاها لتواضعه  ثم نصوص قيلت بعده).
ملاحظة: سنركزاولاعلى النصوص التي قالها شعراء ليسوا من عشيرة النـــــــدى , اما النصوص المحلية فسنشرها لاحقا ان شاء الله.


1): مراثي والده:
قال المختار ولد حامدن يرثي سيد ولد الندى:

لاعيش فــــــــــي الدنيا اذا رحل الندى      عنهـــــــــــــا واصبح في التراب موسدا
الا اذا خلف الندى ولــــــــــــــــــــد له       يحيي النـــــــــــدى ويمد في عمر الندى
ان النـــــــــــــــــدى معنى ولكن الندى      قد ظل فـــــــــــــــــي ءال الندى متجسدا
فهــــــــــــــم الندى وبنوا وءاباء الندى      فــــــــبهم ترى ولدا لوالـــــــــــــــده لدى
ونعــــــــــى الندى بالامس ناعي نجله       وفـــــــــــــــــــتى ذويه عنيت سيد محمدا
فـــــــــــنعى تقى ونعى نقى ونعى وفا        ونعى صفـــــــــا ونعى هدى ونعى جدى
ونعــــــــى مآثر غيـــــــــر ذاك كثيرة         لولا محمد مصطفــــــــــــــى ذهبت سدى
لكن محمد مصطفــــــــــــــــــى متعهد        مـــــــا كان سيد محمد متعـــــــــــــــــهدا
ومـــــــــن المكـــــــارم والتقى متزود       مــــــــــا كــــــــــــــان سيد محمد متزودا
كلا نـــــــراه مـــــــــــــركزا ومعززا         فـــــــــــــــي المصطفــى ومجددا ومسددا
فاذا الندى حي بفـــــــــضل المصطفى        وله بفــــــــــــــــضل المصطفى مد المدى
مجد عظامي عصامــــــي معـــــــــــا        والمجد طارفــــــــــــــــه يمــــــــد الاتلدا
يارب عن سلف الندى ارض وأرضه        في نزله وافــــــــــــــــــسح عليه المرقدا
اعدد له فــــــــــــــــــــي جنة اعددتها        للمتقين علــــــــى الارائك مقعــــــــــــدا
يـــــــــــــــــاوي اليه غدا ويلقى عنده         نزلا مريئـــــا هانئـــــــــــــــــا رغدا غدا
واخلفه فـــــــــي آل الندى واطل مدى        ءال النـــــــــــدى واحفــــــظهم من أي دا
ايد خليفــــــــــــــــتهم محمد مصطفى         وله فـــــــيسر مــــــــــــــــــا يمد له اليدا
ضاعف له فــــــــــي المسلمين مودة          فـــــــــــــاليهم لاحظت فـــــــــــــيه توددا
واعشه فيهم مصطفــــــــــــى ومحمدا        ومـــــــسودا ومسددا ومــــــــــــــــــــؤيدا
واحفظ كبار بنــــــي الندى وصغارهم         من كل ءافــــــــات التــــــــــردي والردى
واحفـــــظ عشير القاف وارفع مجدهم        رفعا علــــــــــــــى طول المــدى متصعدا
عزز بالانصــــــــــــــــــاري عباسيهم          وبه لـــــــه عضدا وازرا فـــــــــــــاشددا
وزد القلاقمة الذين لديــــــــــــــــــــهم          عزا وصل علــــــــــــــى رســولك احمدا

المختار ولد حامدن..المدينة المنورة
*- الاسم الكامل للندى هو:محمد المصطفى ولد الندى





5- وقال الاستاذ حمدا ولد التاه مدير التوجيه الاسلامي في رثاء سيد ولد الندى:

البدر يغرب فـــــــــــــــي ندى قنواته            متهاويا لله فـــــــــــــــــــي صلواته
فـــــــــــــي ذمة الرحمن في رحماته            فـــــــــي فيض فضل الله في نفحاته
في بحر عفــــــــــــــــو الله في ءالائه           في ظل عرش الله في جنــــــــــــاته
فــــــي جنب خير الخلق في احضانه             في عترة من نـــــــــــــــوره من ذاته
يرتاح سيد محمد عن عــــــــــــــــالم           عم الظلام اليوم فـــــــــــــــي جنباته
مـــــــــا كان يرضى ان يطول غيابه           عن ربه فــــــــــــــــــــاتاه في ميقاته
لمـــــــــــــــــــا دعاه الى اللقاء اجابه          والشوق يطوي البعـــــــــد من اوقاته
سل عنه هذا الليل كيـــــــــــف يقومه          تتحدر العبرات من انــــــــــــــــــاته
قد كان طول الليل يبدو قائمـــــــــــا            مترنحا لله فــــــــــــــــــــــي سجداته
ان كان ارهله القيام فــــــــــــقد كسا         الجســــــــم الشريف النور من ءاياته
ختم التراب جبينه فـــــــــــــي سفعة          باحت بسر كان فـــــــــــــــــي ليلاته
قد عوض النـــــور الوضيء لوجهه          ما نال طول الصوم من وجنـــــــــاته
والحمــــــــــــــــــد لله الذي ابقى لنا            بحر الندى نصطاد من صدفــــــــاته
سر تحـــــــــــــــدر من سلالة احمد            واليوم في عهد الندى فــــــــــــــلياته
سيكون سر الشيخ فــــــي بحر الندى          ســــــــــــــــيلوح سر كان في خلواته
يلد الفــــــــــــتى ما كان يعمل دائما            فـــــــــــــــــيكون شاهد صدقه وثباته
صلى الاله علـــــــــــى النبي محمد           غوث الورى والحشر فــــي عرصاته

وقال الاستاذ الناجي ولد محمود/استاذ بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الاسلامية
في رثاء سيد ولد الندى:
ان كنت تستطيع الرثاء فــــــــــــــهاته          فــــــــــــــالرزء عم بفقد خير لداته
ابن الندى واخو النــــــــدى وابو الندى         وسليل خير بنـــــاته ورعــــــــــاته
وله الندى سمــــــــــــة بها شهد الورى        مــــــــا بين اطلسه لنهر فــــــــراته
وثباته نحــــــــــــــــــو الندى مشهورة          وثبـــــــاته فيه اخص صفـــــــــــاته
وارى الثناء من الجميع على فــــــــقيد        ربما فــــــــــاق امتداد حياتـــــــــــه
هذا يشيد بحلمه وانـــــــــــــــــــــــاته           فــــــــيهم وذا بصـــــــلاته وصلاته
كم ميت دفـــــــــــــــــنوه ليلا ما درى          احد غدا لهوانــــــــه بوفـــــــــــاته
والنابهون كأن مـــــــــــــــــوتهم على          سطح الاثير يذاع او شــــاشاتــــه
هذا وانــــــــــــــي شاعر ءاتي الرثاء          بدافــــــــــــــع ولغيره لم ءاتـــــــه
ومدامـــــــــــــــع الشعراء شعر ناطق          متفــــــــــــــــجر بالحزن من ابياته
والشعر تخليـــــــــــــدا لذكرى فاضل             دين على الشعــــراء فــــي ميقاته
يارب فارحم وافــــــــــــدا ترك الثناء            وراءه ينساب فـــــــي طرقاتــــــــه
واجعل من البركات فــــــــــي اخوانه           وبنيه من ابنائــــــــــــه وبنـــــــــاته
واحفظ خليفته الندى القافـــــــــــيه في          وثباته نحو النــــــدى وثبــــــــــــاته








6 - وقال محمد نافع ولد عبد الوهاب من الشعر الحساني:
الندى هذا فــــــــــــــصل الحك            والله والحـــــــــــــــــك انكلوه
يل فــــــــــــــــــين معناه الحك             يبوه اعـــــــــــــــــم ما لحكوه
سيد بوك اشيخ اجـــــــــــــنكير            وكبير المعن والتدبـــــــــــــير
وكتن رحم فـــــــــــــات القدير            نختير نرثوه انبــــــــــــــــغوه
وصــــــــــــــــــدقاه ابداع غير            ما خلان ول نرثــــــــــــــــوه
الـــــــــــى كلن عن مات العلم            مامات العلم اراه فـــــــــــــــم
ولا كلن عن مــــــــــات الحلم            مامــــات احلم هو من بــــــوه
ولا كلن عن مـــــــــات الكرم            مامــــــــات الناس امنين اجوه  
اتـــــــــــــــم اعل الناس اكسم           اعن وحـــــــدين ال ما دغروه
ما يغفـــــــــــــل عنهم زاد اتم            افـــــلان اعطوه وفلان اعطوه
             
                                                                                         
   المرتضى ولد محمد اشفق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق